BANG WOMEN CREATIVE DEMO

by Tarak Khanfir
15th March 2019

أمل الخير

في وقت تصاعد فيه ميزان القوى لصالح المجاهدين بسرعة قياسية و تكبدت فيه الأميرة شامة و نساؤها المجرمات و جهاز مخابراتها الدولي الهزيمة تلو الهزيمة، تركت زعيمة المجاهدين الفاضلة الدولية سمية الكهلة تلميذتها رباب الشابة في مقتبل العمر بمفردها في المنزل و خرجت لتسهر في الفندق رفقة تلميذها رمزي الذي يصغر رباب بثلاث سنوات. و قد كان رمزي متعلقا بسمية بشكل رهيب يراها أحسن امرأة عرفها في حياته و صاحبة صفات عظيمة ترقى بها إلى أعلى المراتب، و هو لا يحتمل فكرة أن يعيش بعيدا عنها. كانت سمية في منتهى الأناقة و هي متبرجة و ترتدي فستانها الأسود الفخم و صندالها الأسود، و كان رمزي أيضا يرتدي بذلة فاخرة. قضت سمية و رمزي سهرة رائعة في الفندق ذات أجواء روحية و حميمية استثنائية، و قد دفعت سمية حساب بيتزا بلحم الغزال المفروم و عصير تفاح بالحليب لصالح رمزي. و قد عرض فلم شيق و مثير في التلفاز فيما بعد فاستلقت سمية على صدر رمزي من أجل مشاهدة الفلم، و كان رمزي يشعر بمزيج عجيب من الخجل و السعادة. و لأول مرة، تعاملت سمية مع رمزي كرجل كبير لا كطفل صغير و هي تهيئه نفسيا لمسؤوليته التاريخية كمجاهد فاعل فداء للخير و الحق و نصرة للمظلومين، و كمحارب لصهاينة العالم و للأميرة شامة صاحبة الجبروت العظيم. و في منتصف الليل، و عند انتهاء الفلم، استوت سمية جالسة و أخذت هاتفها من أجل أن تتصل برباب لترى أمازالت مستيقظة أم لا. ردت عليها رباب فأخبرتها سمية أنها عائدة إلى المنزل للتو و أمرتها أن تعد لها عشاء خفيفا. خرجت سمية و رمزي من الفندق و ذهبا سويا، ثم أخذ كل منهما طريق بيته. و ذات صباح باكر في أول الصيف، كانت نهى تحتسي قهوتها في صالون الشاي قبل أن تذهب إلى قصر صاحبة الجبروت العظيم من أجل أن تتناول العصيدة التي تحبها كثيرا. أقبل عليها فريق التلفزيون الرسمي من أجل أخذ تعليقاتها حو المجزرة التي حصلت في فندق السماحة البارحة، و كان منطلق تلك المجزرة التي اقترفتها مجرمات الأميرة شامة شبهة جهادية أساسها منديل أحمر ملقى على أرضية المطبخ و قميص داخلي معلق في مكان يثير الريبة. كذبت نهى كعادتها و قالت أن كل ما يمكن أن تقوله للفريق التلفزي الذي كان يصورها هو أنها مافيات دولية متحالفة مع أجهزة مخابرات دول معادية تستهدف المعجزة العلمية و التنموية التي حققتها البلاد في سنين قليلة و هم يهدفون إلى إرهاب الشعب و العودة بالبلاد إلى مربع الجهل و الرجعية، و ادعت أن الأبحاث جارية في شأن تلك المجزرة النكراء. و في عهد زعامة شمال للمجاهدين حول العالم، كان ميزان القوى الاستخباراتي الدولي لصالح صاحبة الجبروت العظيم و كانت مخابرات الأميرة شامة هي التي تخترق المخابرات الجهادية و تسيطر عليها، و بعد أن خلفت سمية شمال عقب استشهاده على يدي الأميرة شامة، بدأ ميزان القوى ينقلب بنسق سريع لصالح المجاهدين خاصة مع ظهور أجيال جديدة أكثر شجاعة و دهاء، و صارت المخابرات الجهادية هي التي تخترق مخابرات الأميرة شامة و تسيطر عليها. و ذات ربيع، قرر وزير الأميرة شامة الأول السكير الأحمق الذي صار لعبة جميلة بين أيدي المجاهدين تأدية زيارة إلى صحراء البلاد. و أول ما صدمه في الصحراء هو الأسعار المرتفعة جدا التي وجدها في المطعم على غير الأسعار التي كان متعودا عليها في الشمال، و قد أخبرته نادلة المطعم أن أبناء الشمال عموما ليسوا متعودين على أسعار الصحراء و لا يملكون ما يكفي من المال للعيش هناك. اكتفى الوزير الأول بطلب قارورة من المشروبات الغازية. و قد جن جنون الوزير أكثر عندما تجول في السوق و رأى أسعار الخضر و الغلال هناك. حاول الوزير الأول الأحمق عبد الأميرة شامة أن يستقطب شباب الصحراء في مشاريع سياسية و تنموية و حقوقية خرفاء تصنعها له حماقته و هذيانه و شوقه إلى زجاجة الخمر الكبيرة و صحن السردين الذين يرافقونه في الحانة فجرا و مساء من كل يوم. استهزأ الشباب بالوزير الأول شر استهزاء و أضلوه بينهم و لخبطوه أكثر و جعلوا منه مهرجا كبيرا و بهذلوه أيما بهذلة، و هو ما جعله في المساء يعود غاضبا إلى نفس المطعم الذي قصده في الظهر و طلب أن يسكر بأي ثمن. فقررت النادلة في المطعم أخذ نصيبها من الاستهزاء بذلك الوزير هي الأخرى فأخذت سطلا من التفاح الفاسد الذي كان مهملا تحت الحائط تمهيدا لأخذه إلى القمامة، و أعدت له به خمرا تقليدي الصنع جعل من الوزير الأول يسكر السكرة التي لم يكن يحلم بها في حياته قبل عودته إلى أميرته المفداة. و في آخر الصيف، و ذات ليلة في إحدى المراقص الليلية، دخلت إحدى الشابات اليافعات غريبات الأطوار إلى غرفة المشروبات و راحت تحفر منقبة على الذهب. و يا للمفاجأة، لقد اكتشفت مقبرة جماعية. و بعد هستيريا و هلع تليها تحقيقات صحفية و إعلامية متسارعة، اكتشف أن جميع المدفونين في تلك المقبرة الجماعية هم فوارس و مجاهدون قتلوا على يدي الأميرة شامة. و قد كانت تلك فضيحة كبرى لصاحبة الجبروت العظيم على صعيد دولي جعلت من المد الجهادي ضدها في صفوف الشباب و اليافعين على صعيد دولي يتصاعد بسرعة قياسية و المجاهدون صاروا أشجع من أي وقت مضى لا يهابون الموت على يديها و مجرماتها و بل و لا يفكرون فيه أصلا. و قد تم استدعاء الأميرة شامة إلى التلفزيون الرسمي في بث مباشر للبحث معها في تلك الجريمة النكراء، و قد أكدت أنها لا علم لها بأي شيء و أنها هي الأخرى مصدومة مثل الجميع و أن التحقيقات جارية لمعرفة هوية الضحايا و الجهة التي تقف وراء تلك الجريمة الشنيعة. و لم تمض عشر دقائق حتى تعللت الأميرة شامة بورود مكالمة عاجلة عليها و أنه يتعين عليها الانصراف. و قد تكتلت عدد من القنوات الإعلامية الدولية الغافلة و المحايدة و الناشئة ضد الأميرة شامة و صوبت خط تحريرها في الجهاد ضدها و فضح انتهاكاتها و جرائمها و عارها الكبير مهما كلفها ذلك من تهديدات و دماء حتى فقد صارت الشجاعة ضمن الإعلاميين و الخطباء الثوار المجاهدين هي الطاغية و هم يدركون جيدا أنهم لن يموتوا إلا في الأجل الذي كتبه الله لهم لا يقدم و لا يؤخر و الشباب و اليافعون الناقمون الذين صاروا أشجع من جميع الأسلاف يسيرون خلفهم معبئين الجموع و الحلفاء و أذرع الإدارة و المخابرات و الإعلام الجديدة أو السرية للعمل العظيم معهم.

طارق خنفير

53065196

CONTACTTARAKKH@AOL.FR

 

Comments