BANG WOMEN CREATIVE DEMO SS

by Tarak Khanfir
31st March 2019

مهلا يا إرهابية

بعد مدة احتجبت فيها الأميرة شامة عن الساحة قليلا لأسباب تكتيكية بحتة و وضعت في الواجهة صديقتها الحميمة نهى التي أتقنت تمثيل الخلاف معها، نجحت نهى في فتنة و إغواء شريحة واسعة من أكثر الطبقات تهميشا في البلاد و قد أثرت فيهم بعمق و جعلت منهم هيومين بها كل الهيام يلهثون وراءها مجانين مخدرين. و قد شاركت نهى و الإسرائيلية شبيخة في توريط هؤلاء الشباب في مشاريع تنموية و سياسية تخدم الأميرة شامة و الصهاينة أولا و أخيرا و تنفع هؤلاء الشباب قليلا و تضرهم كثيرا فيما بعد. و قد بدأت شبيخة تنفر من الأميرة شامة شيئا فشيئا بعد أن صدمتها جرائمها و هالتها، و التي كانت أبشع من جرائم الصهاينة بكثير. و في تلك الأثناء، كان ميزان القوى يترجح لصالح سمية و المجاهدين بنسق متسارع بعد أن صارت المخابرات الجهادية الدولية هي التي تخترق مخابرات الأميرة شامة الدولية و توقع اللخبطة و الفتنة داخلها و تسيطر عليها، حتى صارت الأميرة شامة و نهى و النساء المجرمات يعشن رعبا متزايدا على أيدي المجاهدتين البطلتين سمية و رباب. و قد جن جنون الأميرة شامة كثيرا من جيل المجاهدين الجديد الصاعد و الذي كان أشجع و أدهى و أشرس من جميع الأجيال السابقة، و الخطر الأكبر على صاحبة الجبروت العظيم يكمن في نساء المجاهدين. و قد جن جنون الطاغية الإرهابية كثيرا فكلما قتلت نفرا من المجاهدين طلع عليها نفر آخر أشجع منهم و أشد. و الأميرة شامة عموما داهية كبيرة عندما تتحدث إلى الشعب في التلفزيون فهي تعرف كيف تفتنه و تؤثر فيه عقليا و عاطفيا و تدخل قلبه و تكسب تعاطفه معها فيقتنع بكذبها و يصدقه على عكس وزيرها الأول الجديد السكير الأحمق كلما خطب أو تحدث إلا و كان مضحكة كبرى للبلاد بأكملها فهو بالأساس مهرج و قلما يأتي بشيء مهم أو مفيد. و ذات ليلة لطيفة في آخر الربيع، كانت الأميرة شامة تجلس في أحد المنتزهات و هي تحتسي القهوة، و قد تمكنت المخابرات الجهادية الدولية من تحديد مكانها بدقة في ذلك التوقيت، فأقبلت عليها زعيمة الجهاد الدولية سمية فجأة، و قد كانت سمية هي المرأة الوحيدة التي تخشاها الأميرة شامة و لا يمكنها أن تمسها بأي سوء، حدقت سمية في عيني صاحبة الجبروت العظيم و قالت لها: "بالأمس قتلت شمال و ها قد أتيتك أنا اليوم فماذا أنت فاعلة؟" أهانت سمية الأميرة شامة و نكلت بها شر تنكيل ثم رمت على وجهها كوب القهوة و انصرفت، و قد ظلت الصدمة و الرعب هما ما يخيمان على صاحبة الجبروت العظيم. و في الغد، رحلت سمية إلى إيطاليا، و قد انزعج تلميذها الشاب رمزي من ذلك كثيرا خاصة و أنه كان جد متعلق بها و يراها أعظم امرأة عرفها في حياته و لا يمكنه بأي حال من الأحوال تخيل الحياة بعيدا عنها، فواسته تلميذة سمية الشابة رباب كثيرا عن ذلك و قد كانت رباب تقيم مع سمية في منزل في الصحراء، و قد أكدب رباب على رمزي أنها أخته الكبرى و بإمكانه زيارتها في المنزل ساعة يشاء حين يضجر، فازدهرت علاقة رمزي برباب كثيرا و صارا صديقين حميمين. و بعد أن تدهور وضع الأميرة شامة السياسي كثيرا و اشتد الخطر عليها و تصاعد المد الجهادي الدولي ضدها و قد خرجت عدد من المناطق في صحراء البلاد عن سيطرتها، ألقت صاحبة الجبروت العظيم خطابا وعدت فيه الشعب بحقوق و حريات لم يسبق لها في تاريخ البلاد مثيل. و ذات فجر شتوي شديد الصقيع، و في مدينة يوهادا في الصحراء، قامت مجموعة من الشباب المتمردين بتعليق صور كاريكاتورية على الجدران تهين الأميرة شامة و تنكل بها شر تنكيل. و في الصباح، ظل أهالي يوهادا يضحكون ملء قلوبهم من هاته الصور الثورية. و في الواحدة ظهرا، و عندما كان الشباب جالسين في المقهى، أقبلت مروحية تبعتها مروحية أخرى و بدأ القصف و الرصاص يتهاطل من كل جانب و الشهداء يسقطون أفواجا، و قد حضرت الأميرة شامة في يوهادا و قتلت هي لوحدها أكثر من ثمانين شخصا. و قد كانت تلك الجريمة فاتحة السقوط لحكم الأميرة شامة في البلاد و انهيار جبروتها في الأرض. و على إثر تلك المجزرة النكراء، دب خلاف حاد بين الأميرة شامة و الإسرائيلية شبيخة، و قد استاءت شبيخة كثيرا مما فعلته صاحبة الجبروت العظيم خاصة و أنها وعدت الشعب البارحة بحقوق و حريات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد "فكان عليها على الأقل أن تفي بوعدها لبرهة ثم تشرع في تصفية المعارضين لها بطرق حكيمة و حليمة". و قد بررت الأميرة شامة فعلتها بأنها لا تسمح في حياتها أبدا أن يهينها أي إنسان بمثل تلك الطريقة البشعة كما حصل في الرسوم الكاريكاتورية و لن تسمح لمن يفعل ذلك بالحياة على الأرض لساعة واحدة. و قد شددت شبيخة على أن الالتزام يقتضي أساسا قتل الأعداء لا الأصدقاء و على أنها امرأة مؤمنة بالله و ليست فرعونة مثل الأميرة شامة. و منذ تلك اللحظة، صارت علاقة الأميرة شامة بالصهاينة عدائية بعد أن كانوا خير أصدقائها و أكبر حلفائها، و قد غدرت صاحبة الجبروت العظيم بعدد من الصهاينة داخل البلاد و خارجها و قتلتهم. و ما عمق من ورطة الأميرة شامة و ساهم أكثر في تدمير عرشها الدولي فضيحة أخرى لها في أحد الملاهي الليلية في ريف الجنوب عندما اكتشفت إحدى الشابات غريبات الأطوار مقبرة جماعية تحته و هي بصدد التنقيب عن الذهب. و بعد الأبحاث و التحريات التي ساهم فيها الصحفيون الاستقصائيون بشكل أساسي تبين أن جميع الضحايا هم من الفوراس و المجاهدين الذين قتلتهم الأميرة شامة و دفنتهم هناك. و قد كانت تلك فضيحتها الكبرى في الإعلام الدولي و التي نمت المد الجهادي ضدها بسرعة قياسية لم يسبق لها مثيل. و قد تم استدعاء الأميرة شامة في بث مباشر على التلفزيون الرسمي حتى تتحدث هي بنفسها عن تلك الفضيحة النكراء، فصرحت صاحبة الجبروت العظيم أنه لا علم لها بشيء من ذلك و أنها هي الأخرى مصدومة مثل عامة الشعب و قد ادعت أن الأبحاث جارية من أجل معرفة هويات الضحايا و الجهة التي تقف وراء تلك الجريمة النكراء. و لم تمض عشر دقائق حتى تعللت الأميرة شامة بورود مكالمة عاجلة عليها و أنه يتعين عليها الانصراف. و يوم الأربعاء في مارس، كانت خطة الإطاحة بالأميرة شامة يوم الجمعة تعد بين سمية و سمحون الذي وجدته هناك و معهما امرأة إيطالية مجاهدة  في الطاولة المقابلة تعد ذات عشية داخل أحد مطاعم إيطالبا. و قد أخذت كل من سمية و سمحون طبقين من المقرونة بينما أخذت المرأة الإيطالية في الطاولة المقابلة دجاجا مشويا، و قد كانت كل من سمية و سمحون يعدان خطة حربية معقدة و صادمة و هما يتخابران مع الجماعات الدولية بهاتفيهما الجوالين و يدفعون بعض القيادات للتخابر مع جماعات أخرى، و المرأة الإيطالية تنسق لهما استخباراتيا بهاتفها و تفعل لهما الخطة الحربية عبر منشورات في المواقع الإعلامية بحساباتها المزورة العديدة، و تلك المنشورات هي عبارة عن رسائل مشفرة غاية في الخطورة. و صباح الجمعة، طلبت سمية من سمحون أن يرافقها إلى بلدهما، لكن سمحون كان قد أعجب كثيرا بالحياة في إيطاليا و أحبها  و رفض بشدة العودة إلى بلده.

طارق خنفير

Comments